عشرات من شهداء القسام يؤدون فريضة الحج لهذا العام

تعبيراً عن الوحدة الإسلامية المتجذّرة في كيان كل المخلصين من أبناء الأمة الإسلامية العظيمة، وانطلاقاً من شعور المسلمين بواجب النصرة والولاء لإخوانهم المجاهدين في فلسطين، لوحظ في الأعوام الأخيرة إقبال شديد من آلاف الشباب والنساء من مختلف أنحاء الأمة الممتدة، ممن يرغبون في أداء فريضة الحج عن شهداء فلسطين الذين منعتهم الحدود والقيود من أداء الفريضة الخامسة في الإسلام، وحالت المنايا بينهم وبين استكمال هذا الواجب والفوز بزيارة بيت الله الحرام.

وتنطلق هذه الرغبة لدى هؤلاء المتطوعين من منطلقات دينية وفقهية أجاز فيها العلماء الحج عن الميت أو الشهيد بنية أداء مناسك الحج عنه.

شهداء يؤدون فريضة الحج

أكد الدكتور خليل الحية القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس في تصريح خاص لموقع القسام أن الأمة العربية والإسلامية في كل مكان مع الشعب الفلسطيني، فمنذ العام الماضي وجدت حالات متعددة ممن قاموا بأداء فريضة الحج عن شهداء الشعب الفلسطيني المجاهد .

وأضاف الحية انه في هذا العام تحدثنا مع جهات متعددة حول قوائم الشهداء في الشعب الفلسطيني وأن عددا من المتطوعين المسلمين قاموا بالحج عن مجموعة من الشهداء هذا العام، حيث كانت الأعداد قليلة لأن الوقت كان متأخر وأكد أن هذا المشروع سيبقى قائم، حيث في كل عام سيتم الحج عن أكبر عدد ممكن من شهداء الشعب الفلسطيني.

وقال الدكتور الحية أن الذي تم الحج عنهم هذا العام من الشهداء لا يتعدوا العشرات أي لا يزيدوا عن خمسين شهيداً تم الحج عنهم وأنه هو شخصياً أدى فريضة الحج عن أحد الشهداء وهو أحد إخوانه الذين استشهدوا في العام الماضي.

وأضاف الحية أن الذي دفع الحجاج لأداء فريضة الحج عن شهداء القسام لهذا العام هو دافع ديني لأخذ الأجر والمثوبة، ثانيا تعاطفا مع الشعب الفلسطيني، ثالثاً أن ينال مساهمة في تخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني، وأن يحصل له هذا الشرف بأن يحج عن شهيد فلسطيني كان المفروض عليه أن يحج ولكن لجهاده وعدم تمكنه من الحج بسبب الإجراءات الأمنية المشددة ولمنع الكيان الصهيوني لهؤلاء الشهداء بأداء هذه الفريضة وهم أحياء .

لسنا وحدنا في ميدان الجهاد

ومن جهته وجه الدكتور "خليل الحية" رسالة لأهالي الشهداء الذين تم الحج عنهم، في العام الماضي أو في أعوام سابقة، أن هؤلاء الشهداء قد أعلوا رؤوسنا ورفعوا شأننا ومكانتنا عند الله سبحانه وتعالى ورفعوا شأنكم أيها العائلات.

وأكد الحية بأننا لسنا وحدنا في الساحة فنحن وإن كنا نجاهد بأرواحنا وأنفسنا ودمائنا وأموالنا فالأمة معنا تجاهد بأموالها وبنفسها وتتمنى أن تكون معنا في الصفوف المتقدمة، لذلك ما نلمسه من هذا التعاطف وهذا الاحتضان يدل دلالة قاطعة على عظم مكانة الشهداء وأهالي الشهداء وذوي الشهداء وشعبنا الفلسطيني هو من رفع من هذه المكانة العظيمة بما قدمه من شهداء على طريق الحرية والتحرير والجهاد في سبيل الله.

كما وجه الشكر لمن قاموا وتكبدوا مشاق الحج في سبيل الله عن إخوانهم الشهداء فأقول لهم بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً، فإن دل هذا على شيء فإنما يدل على عظم الانتماء وعلى صدق الولاء وعلى حبكم للجهاد والمجاهدين وعلى تعاطفكم مع عائلات الشهداء، فنحن نقدم لهم الشكر باسم شعبنا الفلسطيني وباسم عوائل الشهداء الذين تم الحج عنهم ونتمنى إن شاء الله أن يكونوا ممن يشفع عنهم الشهداء عند الله سبحانه وتعالى إن شاء الله تعالى.

ألف ومائة شهيد قسامي

ومن جهته قال أبو عبيدة الناطق الإعلامي لكتائب القسام أنهم علموا من خلال اتصال لبعثة الحج الفلسطينية أثناء تواجدهم في مكة المكرمة أن هناك فريقاً كبيراً يعدّ بالمئات من المتطوعين من رابطة إسلامية تضم شباباً من مختلف دول العالم، وقد عقدوا النية على الحج تطوّعاً عن كل شهيد من شهداء القسام، وطلبوا مناّ تزويدهم بقائمة بأسماء شهداء القسام، وأضاف أبو عبيدة أن القسام رحب بهذه المبادرة الإيمانية الطيبة التي تعبّر عن مدى اندماج المسلمين مع قضية وشعب فلسطين في وجدانهم وعقيدتهم، وقمنا بإرسال قائمة بأسماء ألف ومائة شهيد قسامي، وكان ذلك يوم السابع من ذي الحجة لهذا العام 1428هـ، ونتيجة لتأخر الوقت - حيث في اليوم التالي تبدأ فعلياً مناسك الحج- فقد تعذّر ترتيب الأمر وتوزيع أسماء الشهداء على المتطوعين لعقد النية على الحج عنهم، ولذلك لم يكتمل هذا المشروع هذا العام وتم الحج عن عشرات الشهداء، وسيتم استكمال المشروع في العام المقبل بإذن الله تعالى.